قصص مشهورة لا تثبت عن عمر بن الخطاب
جدول المحتويات
جاء في الأثر الكثير من القصص عن الفاروق عمر بن الخطّاب التي تم تضعيفها والتشكيك بصحتها لفقدانها للإسناد المتواتر، وقد عرف عن عمر بأنّه الخليفة الغيّور على المسلمين، وعلى دين الإسلام، وأنّه من أمن شر الناس والحاقدين لدرجة أنه مشى ونام بين الرّعيّة ليقينه من محبتهم، وأنّ لا كارهين له بينهم، فكان من المخلصين لله في عبادته وأكثر الناس خشية منه.
قصص مشهورة لا تثبت عن عمر بن الخطاب
فيما يلي قصص مشهورة عن عمر بن الخطاب، لكن لم تثبت صحتها:
- القصة الأولى: نسب مقولة (جاء الملكان ليسألاني فمسكتهما وقلت لهما من ربكما) لعمر بن الخطاب، وهو من الأمور الخاطئة والمكذوبة، لأنّ ما يحدث بالقبر من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله علام الغيوب، ولا يمكن البتة أن يعلمها البشر في الدنيا، كما أنّ الوقوف أمام منكر ونكير “ملكي القبر” واختبارهما لدين العبد أمر جلل، ولا يمكن أن تنقلب الآية، فيختبرهما العبد مهما كان شأنه. [1]
- القصة الثانية: يقال إن حجّاماً “وهو حلّاق للشعر” كان في دار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقصّ له شعره، فتنحنح عمر “تردد صوته من جوفه” وهو الرجل المهيب في شكله، فأوجس حجام في نفسه خوفاً من عمر ليحدث؛ وقيل أنّه خر مغشياً عليه، كما قيل إن عمر -رضي الله عنه- أمر لحجّام بـ 40 درهماً كرامةً له، وهي من القصص التي لم تعتمد إلا من قبل ابن حجر في مؤلفه فتح الباري. [2]
- القصة الثالثة: قصة وأد عمر بن الخطاب لابنته في الجاهلية، وأنه بكاها كلما تذكر القصة؛ وهي قصة كذبها علماء المسلمين للأسباب التالية: [3]
- لا دليل شرعي بنصوص كتب السنة الشريفة والآثار أو التاريخ الإسلامي عنها، وإن كانت قد وقعت فالإسلام عفا عنه كون الإسلام يجب ما قبله.
- لو أنّ الوأد للبنات كان من عادات بني عدي لما سلمت حفصة بنت عمر بن الخطاب بزمن الجاهلية قبل أن يسلم عمر؛ فقد ولدت -رضي الله عنها- قبل البعثة بـ 5 أعوام.
- رد عمر بن الخطّاب على من سأله عن قوله تعالى {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ}؛ إذ قال: “جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إني وأدت ثماني بنات لي في الجاهلية، قال: أعتق عن كل واحدة منها رقبة، قلت: إني صاحب إبل، قال: (أهد إن شئت عن كل واحدة منهن بدنة).
- القصة الرابعة: أنه كان لعمر بن الخطاب قبل إسلامه صنماً صنعه من التمر وكلما جاع أكله، وهي من القصص المكذوبة الأخرى والمنسوبة لعمر، فلم يرد دليلاً على صحتها، وقال الحافظ بن حجر أن العرب اشتهروا بصنعهم ما يعبدون بأيديهم، ومن أغرب ما صنعوا أصنام التمر التي متى جاعوا أكلوها، لكن لم يرد في الكتب الإسلامية ما يوثّق أن عمر -رضي الله عنه- كان من بين هؤلاء. [4]
- القصة الخامسة: قصة كتاب عمر بن الخطاب الذي أمر أن يلقى في النيل؛ وتقول القصة بأن والي مصر عمرو بن العاص كاتَب الخليفة عمر بن الخطّاب مُعلماً إياه بأن أهل مصر اعتادوا أن يقدّموا للنيل فتاةً بكراً مثقلةً بالحلي قرباناً كي يجري عاماً آخر، فكتب الفاروق على بطاقة: “من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر: أما بعد، فإن كنت إنما تجري من قبلك، ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك”، فألقاها عمرو بن العاص بالنيل، وقيل أنه زاد منسوبه لستة أشهر، لكن الواقع أنها من القصص غير الصحيحة وإلا لكانت قد اشتهرت بين المسلمين. [5]
المراجع
[1]majles.alukah.net: ما صنع الله بك فقال: جاء الملكين ليسألاني فمسكتهما وقلت لهما من ربكما.2024-07-08
شارك
تعليقات