من هو النبي الذي لا يزال حيا

جعل الله أنبياءه ورسله من البشر فأرسلهم للخَلق هادين إلى الصواب، وقد وُوجه الأنبياء، وحوربوا من قبل الكفرة كونهم يسعون ليحيدوا الكفار عما يعبدون من دون الله، ومن الأنبياء من قُتل، ومنهم من أوذي، ومنهم نبيّاً أنقذه الله تعالى من براثن الطغاة بقومه، ومن العذاب على أيديهم، فجعله بجواره -والله أعلم- فما زال على قيد الحياة.

من هو النبي الذي لا يزال حيا

النبي الذي لا يزال حياً هو عيسى بن مريم -عليه السلام-: ^[1]

• اسمه ولقبه: هو عِيْسَىٰ بنُ مَرْيمَ بنت عِمران -عليهم السلام- المعروف في الإسلام بالْمَسِيْحُ، وفي العبرية والنصرانية بيسوع.
• ولادته: من المعجزات الربانيّة التي أظهرها الله تعالى ليؤمن بني إسرائيل، إذ ولد لأمّه مريم بنت عمران -عليهما السلام- دون أن يمسها رجل، فنفخ الله في رحمها لتحمل به واختبأت حتى انتهى حملها ووضعته برعاية الله، ولما أتت إلى قومها وهو بين يديها؛ نطق بالمهد لينجيها من اتهامات بني إسرائيل؛ قال تعالى: {قَالَ إِنِّي عَبدُ ٱللَّهِ آتاني الكتاب وَجَعَلَنِي نَبِيّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَينَ مَا كُنتُ وأوصاني بالصلاة والزكاة مَا دُمتُ حَيّا (31) وَبَرَّا بِوَٰالِدَتِي، وَلَم يَجعَلنِي جَبَّارا شَقِيّا}. ^[2]
• نجاته من قومه: أنجى الله تعالى عبده ورسوله عيسى بن مريم من بني إسرائيل الذين حاولوا صلبه وقتله فشبّه لهم ذلك، فرفعه إليه تكريماً له وتخليصاً له مما يهمون به؛ إذ قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ، وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا}. ^[3]
• نزوله إلى الأرض: يجمع أهل العلم أن عيسى بن مريم سينزل بآخر الزمان كونه الوحيد من الأنبياء على قيد الحياة وهو من أولي العزم منهم، وسينزل بحكمة من الله لإحقاق الحق ونزوله من علامات يوم القيامة الكبرى؛ كما سيقتل الأعور الدجال ويهزم أتباعه على يديه، وهو من يكسر الصليب ويبطل كافة ما يدعيه النصارى الضالين. ^[4]