كيف أسلم عمر بن الخطاب
جدول المحتويات
إنّ عمر بن الخطّاب من الأشخاص الذين رجا النبي ﷺ الله -عز وجل- أن يُعزّ الإسلام بهم، فقد كان الرجل القوي الشديد والفارس الصنديد، كما كان الرجل الصادق بولائه لقومه ودينه؛ وهو النوع من الرجال الذي احتاجه محمداً ﷺ في تأسيس دولة الإسلام وتعزيز بنانها، ولما دخل الإسلام كان الذراع الضاربة للكفار والعقل المدبر كما كان باباً مغلقاً في وجه الفتنة في الإسلام.
كيف أسلم عمر بن الخطاب
كان عمر بن الخطاب يضمر الحقد على الإسلام؛ لأنه أضر بقريش، وقسم مكة نصفين، ولمّا بدأت قوّة الإسلام في مكة، وازداد تحقير آلهة وأصنام قريش؛ شعر عمر بالإهانة، فقرر قتل النبي ﷺ ظناً منه بأنّ قصة الإسلام سوف تنتهي؛ خاصةً بعد الإهانة التي تعرض إليها أبي جهل وهو خال عمر على يد حمزة عم النبي قبل أيام، فجرد حسامه وهمّ إلى بيت النبي.
وفي الطريق صدفه نُعَيم بن عبد الله العدوي القرشي، وعلم منه نيته، فزجره منوهاً لأن بني عبد مناف سينتقمون لمحمد، وطلب إليه تقويم أمر أهل بيته قبل أن يفعل مشيراً بأن أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو باتا على دين محمد، ولما بلغ دارهما، وتحاورا فصفع أخته حتى شج وجهها، وقد سقطت من ثوبها صحيفة كتب عليها آيات من كلام الله، حاول أن يلتقطها فمنعته أخته إلى أن يتوضأ، لما فعل قرأ ما تيسر من سورة طه، فقال والله ما هذا بكلام بشر فأسلم. [1]
تاريخ إسلام عمر بن الخطاب
لم يتفق أهل العلم على تاريخ واحد لإسلام عمر بن الخطّاب فبعضهم قال في شهر ذي الحجّة من السنة الخامسة لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم الآخر في السنة السادسة، بينما قال آخرون في السنة الثالثة عشر من البعثة، فكان إسلامه ضربة موجعة لقريش التي جعلته سفيرها والناطق بلسانها، وكان أحد أهم رجالاتها، ومن أثرى أثريائها، بينما أعز الله به الإسلام، فبات ذراعاً ضاربة لأعناق الكفار ومساعداً ومستشاراً لأبي بكر بعهده، وفي خلافته اتسعت رقعة البلاد وعم العدل.
تعليقات