عمر بن الخطاب قبل الإسلام

عمر بن الخطاب قبل الإسلام
عمر بن الخطاب قبل الإسلام

لم يكن حال عمر بن الخطاب في الجاهلية بأفضل من بقيّة رجالات قريش، فكان مثلهم يعبد أصنامهم، وبالرغم من ذلك كان ممن يقدسون الشعائر الدينية، فيعظم بيت الله (الكعبة) ويطوف حوله، وكان قاسياً في التعامل مع الآخرين قبل الإسلام؛ بسبب تعامل والده معه بغلظة وهو صبي، لكن الإسلام فتح قلبه ونور بصيرته حتى بات من المبشرين بالجنة.

عمر بن الخطاب قبل الإسلام

لم يكن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في صباه من أثرياء قريش، فعاش فقيراً في دور بني عدي بن كعب في جبل العاقر (جبل عمر حالياً)، حيث اشتغل برعي الإبل لأبيه وخالاتٍ له من بني مخزوم، ولمّا صار يافعاً بدأ بزيارة الأسواق كـ (عكاظ ومجنة وذي المجاز) فأحب التجارة، وامتهنها وارتحل بها إلى الشام صيفاً، وإلى اليمن شتاءً، ما حقق له مكاسب مادية وثراءً فاحشاً، وقد كان عمر شاعراً فصيح اللسان وفارساً مغواراً شجاعاً لذا جعله سادة قريش سفيراً لهم أمام القبائل الأخرى، ولما جاء الإسلام كان عمر من شُرّاب الخمر ومحبي النساء ومن الموالين لقريش وأصنامها؛ لذا كان عدوّاً للإسلام، فقرر أن يقتل محمد ﷺ إلا أن هدى الله سبق ذلك إلى قلبه. [1]

إسلام عمر بن الخطاب

أسلم عمر بن الخطّاب في شهر ذي الحجة بالسنة الخامسة أو السادسة أو الثالثة عشر للبعثة؛ فلم يجمع أهل العلم على قول ثابت في هذا، وقبل إشهار إسلامه كان عمر -رضي الله عنه من الموالين لقريش وبشدّة، ولما بدأت الدعوة عادى الإسلام والمسلمين إلى أن استشعر الإهانة؛ لأن قريش بدأت تضعف بين العرب بسبب الإسلام، فقرر أن يقتل النبي ﷺ لينتهي أمر الإسلام، فاستل سيفه قاصداً دار محمد ﷺ، وفي الطريق شهده أحد الصحابة، وعلم منه أن أخته على دين محمد، فغضب واتجه لدارها، وهناك سمع وقرأ القرآن ليعلم أنه ليس شعراً بل كلام الله؛ فأسلم عمراً ليكون الصحابي الأربعين بين المسلمين.